الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

من أكل التفاحة ألآخيرة

  • 20/ اب/ 2015 م
  • 2547
كان القنفذ يحفر حفرة صغيرة عند ضفة النهر , حين سأله الضفدع مستغرباً ماذا تفعل يا صاحب الثوب الأُبري ؟
أجاب القنفذ : أحفر حفرة لغرس شجيرة التفاح هذه 
هاهاها لقد أضحكتني , ولماذا تزرع؟! الغابة مليئة بأشجار الفاكهة
-أنا أحب الزراعة , وأتمنى أن تكبر الغابة أكثر وتزداد خيراتها 
صدقني أنت غبي يا قنفذ , لِمَ التعب في زراعة لن تنجح؟ أشجار التفاح لا تعيش في غابتنا

 
-أنا لست غبيا , بل أفضِّل أن أنال رزقي من تعبي وجهدي , سأحاول... وإن فشلت فسيكون الفشل درسا مفيدا لي
طبعا الضفدع كسول ويجلس بانتظار ذبابة صغيرة ليلتهمها بلسانه الطويل , فلا هو يعمل ولا يحترم عمل الحيوانات المجتهدة!
غرس القنفذ شجيرته , اعتنى بها وسقاها , وتحمل أغنيات الضفدع الساخر ( قنفذ فلّاح يزرع التفاح , القنفذ البرّي ثوبه إبري )
تفتحت أزهار التفاح في الربيع , وتجمعت الحيوانات لمشاهدة الشجرة المزهرة ,  فكان القنفذ في غاية السعادة ,ووعد الحيوانات بأن ينال كل منهم تفاحة في الصيف , بينما شعر الضفدع بالغيرة والغضب 
في الصيف بدت الشجرة كعروس مزينة بالأحمر , فجاء الأصدقاء يأكلون من شجرة القنفذ ويشكرون , حتى لم يبق إلا تفاحة واحدة في أعلى الشجرة 
ضحك الضفدع وقال : يا لك من غبي ! زرعت التفاح لكنك لم تتذوق حتى تفاحة واحدة 
نظر القنفذ إلى التفاحة الأخيرة بسعادة , وقال : هذه التفاحة تكفيني 
طلب القنفذ مساعدة الزرافة لقطف التفاحة , لكن التفاحة سقطت في النهر
القنفذ لا يستطيع السباحة وأصدقاؤه أيضا , والضفدع رفض مساعدته ساخرا 
التفاحة تجري مع مياه النهر , والقنفذ يجري على الضفة , والضفدع يقفز ليرى ما الذي سيحدث
عندما سقطت التفاحة مع الشلال , شعر القنفذ بالحزن الشديد , فقال له الضفدع : قلت لك لا تزرع لكنك لم تسمع كلامي
سمع القنفذ بكاء حيوان الليمور الصغير , وأمه تقول له  لا تبكي يا عزيزي , ربما نجد طعاما هنا
خاطر القنفذ بنفسه لمساعدة القرد الجائع , فقفز بين الصخور حتى تمكن من الوصول إلى أسفل الشلال , وهناك ساعدته سمكة طيبة لاستعادة تفاحته الأخيرة


قدم القنفذ التفاحة للقرد الصغير , بينما قال الضفدع نادما لقد غلبتني أيها القنفذ! تزرع وتتعب وتركض , ومن ثم تقدم التفاحة الأخيرة لغيرك , ما أكرمك يا قنفذ!  
إبتسم القنفذ وقال : أشعر كما لو أنني أكلت التفاح كله
القنفذ صار صاحب بستان كبير مليء بالأشجار المثمرة
بينما تعلم الضفدع أن العمل الطيب هو زراعة مثمرة , يربح صاحبها الكثير من الأصدقاء والمحبين
صار القنفذ حكاية يرويها الأجداد للأحفاد , بعضهم يسميها حكاية القنفذ الكريم , وبعضهم يسأل من أكل التفاحة الأخيرة ؟