الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

التوبة

  • 4 / شباط / 2014 م
  • 5253
العمة هدى : هذا اليوم سنقوم بزيارة مرقد الحر بن يزيد الرياحي حسب اتفاقنا سابقاً زهراء : وهل المكان بعيد أم قريب عن مدينتنا كربلاء المقدسة  العمة هدى : المكان قريب ويبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن مركز مدينة كربلاء رقية  : ذكرت لنا يا عمة ان حكايتك لهذا اليوم عن التوبة فما علاقة زيارتنا لمرقد الحر بالتوبة وما هو معنى التوبة؟   العمة هدى : التوبة حسب المفهوم اللغوي هو ترك الذنب على أجمل الوجوه والتوبة في الشرع هي ترك الذنب لقبحه والندم على فعل الذنب والعزيمة على ترك المعاودة لارتكاب الذنب . فمعنى التوبة في لغة العرب هو الاعتذار عن فعل القبيح بالاعتراف بالفعل والتعهد بالترك وعدم العودة بارتكاب الفعل القبيح والتوبة بمعناها الشرعي هي : الرجوع من المعصية الى الطاعة بقصد القربة المطلقة الى الله تعالى  فاطمة : وهل ارتكب الحر  فعلاً قبيحاً وفيه معصية لله تعالى ثم ندم على فعله العمة هدى : نعم حصل ذلك وسوف أحكي لكنّ الحادثة عندما خرج إمامنا الحسين من المدينة المنورة مع أبنائه وأهل بيته وأصحابه متوجهاً الى الكوفة حيث أرسل أهل الكوفة الرسائل الكثيرة الى الإمام الحسين  أن أقدم علينا فأنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى ولكن عبيد الله بن زياد لعنه الله جاء الى الكوفة وقَتل مسلم بن عقيل أبن عم الإمام الحسين  الذي أرسله الإمام الحسين  الى الكوفة ليتأكد من نوايا أهل الكوفة الذين أرسلوا الرسائل الى الإمام الحسين  ويتهيأ لاستقبال الإمام الحسين  وكذلك فأن عبيد الله بن زياد تتبع أنصار الحسين في الكوفة قتلاً وحبساً وسيطر على البلد بشكل غريب وقام بإرسال الحر بن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس ليمنع قدوم الإمام الحسين الى الكوفة وكان الجيش الذي يرافق الحر قد أنهكه العطش والتعب فأمر الإمام الحسين أصحابه أن يسقوهم الماء وكذلك يسقوا خيولهم نرجس : نرى أن الحر بجيشه بمثابة عدو للإمام الحسين  ومنعه من التوجه الى الكوفة فكيف يأمر الأمام الحسين أصحابه بذلك ؟ العمة هدى : هذه هي أخلاق وسيرة نبينا محمد  (ص) وأهل بيته الأطهار  العمة هدى  : ولما أراد الإمام الحسين   وأصحابه الانصراف من المكان الذي هم فيه منعهم الحر وجيشه من الانصراف. وقال الحر للإمام الحسين  : أريد أن أنطلق بك الى عبيد الله بن زياد فرفض الإمام الحسين   ذلك ثم قال الحر إني لم أؤمر بقتالك وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أحضرك الى الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الى الكوفة ولا تردك الى المدينة وكان الحر قد أمره عبيد الله بن زياد أن لا يفارق الإمام الحسين إيمان : وماذا حصل بعد ذلك يا عمة ؟   العمة هدى : بعد ذلك وصل جيش كبير جداً أرسله عبيد الله بن زياد بقيادة عمر بن سعد لمحاربة الإمام الحسين  وتقابل الجيشان في منطقة كربلاء ، ثم أخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً قليلاً وهو يرتعد فقال له شخص من جيش عمر بن سعد أسمه المهاجر بن أوس الرياحي : ما تريد أن تفعل يا حر فسكت الحر ، فقال المهاجر : ان أمرك لمريب وما رأيت منك في موقف مثل هذا الشيء الذي أراه الآن ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلاً لقلت الحر هو أشجع أهل الكوفة فما هذا الذي أراه منك ؟ قال له الحر : إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحرقت . ثم ضرب فرسه ولحق بالحسين  ويده على رأسه وهو يقول : اللهم اليك تبتُ فتُب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك بنت نبيك  نور الهدى :وهل قبل الإمام الحسين  توبة الحر يا عمة ؟ العمة هدى : سلّم الحر على الإمام الحسين  وقال : جعلني الله فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك الذي منعتك من الرجوع وسايرتك في الطريق وإني قد جئتك تائباً الى ربي مما كان صدر مني ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك ، أفترى لي توبة ؟ قال الإمام الحسين  : نعم يتوب الله عليك ويغفر لك . ثم خطب الحر الرياحي بجيش عمر بن سعد يحذرهم من مقاتلة الإمام الحسين  وبعدها قاتل الحر الأعداء قتالاً شديداً وقتل جماعات كثيرة منهم ثم سقط جريحاً فأسرع أصحاب الحسين  حملوه ووضعوه بين يدي الحسين فجعل الحسين يمسح الدم والتراب عن وجهه ويقول : ما أخطأت أمك إذ سمتك حرا أنت الحر في الدنيا والحر في الآخرة ثم فارق الحياة شهيداً سعيداً وفي الجنة من الخالدين . وكان للحر قبيلة كبيرة ومعروفة حملته بعد انتهاء معركة الطف ودفنته في هذا المكان   العمة هدى  : سنقوم بأداء مراسيم الزيارة والدعاء وثم نتناول وجبة طعام الغداء العمة هدى : ان طريق التوبة مفتوحاً أمام الجميع ورحمة الله وسعت كل شيء قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣