الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

الواجب المقدس

  • 25 / شباط / 2015 م
  • 3319
كان محمد يقف في إحدى نقاط التفتيش العسكرية الثابتة وهو يقوم بواجبه بتفتيش السيارات والمارة من اجل منع تسلل الإرهابيين إلى مدينته الآمنة وكانت الشمس قد شارفت على الغروب وفي هذه الأثناء اقتربت سيارتان مسرعتان باتجاه نقطة التفتيش فتراجع الجنود إلى الخلف وقد اتخذوا وضع الاستعداد وصوبوا أسلحتهم باتجاه السيارتان واللتان استدارتا بسرعة فائقة وقد قطعتا الطريق ونزل منها مجموعه من الإرهابيين وبدئوا بإطلاق النار العشوائي على الجنود وعلى المواطنين المدنيين فقام الجنود بالرد عليهم بطلقات منفردة ومركزة باتجاه الإرهابيين الذين احتموا بسياراتهم وكان محمد يصرخ ويطلب من المواطنين الانبطاح في الأرض وفي هذه الاثناء  جذبت انتباهه فتاة صغيرة بعمر الثامنة تقريباً وهي تصرخ في داخل إحدى السيارات المتوقفة في نقطة التفتيش فقفز محمد وهو غير مبالي بالموت متجها صوب الفتاة وبالفعل وصل إلى السيارة وامسك بالفتات وقد حملها بيده وكان يحمل بيده الأخرى بندقيته وعاد راكضاً باتجاه الساتر الترابي من اجل إنقاذ الفتاة من الموت وفي هذه الأثناء جاءت رصاصة من بندقية احد الإرهابيين القتلة لتستقر في كتفه وبدء الدم بالتدفق ومن دون أن يشعر محمد بذلك والذي كان كل همه الوصول بالفتاة سالمة إلى الساتر الترابي وبالفعل تمكن من ذلك وفي تلك الأثناء شعر الإرهابيين بأن الجنود قد اقتربوا من القضاء عليهم حيث احرقوا إحدى سياراتهم بالكامل وقتلوا الإرهابيين الذين كانوا يحتمون بها مما دفعهم لركوب السيارة الأخرى والفرار ولكن ضابط النقطة لم يرضى لهم بالإفلات من قبضته بعدما قتلوا الكثير من الأبرياء فقفز إلى السيارة العسكرية والتي كانت تحمل مدفع رشاش وانطلق لمطاردتهم وهنا لم يقبل محمد لنفسه إلا أن يرافق الضابط فقفز بسرعة إلى ظهر السيارة التي كان يقودها الضابط وبالفعل انطلق الضابط بسرعة كبيرة حتى تمكن من اللحاق  بهم ولكن محمد لم يتمكن من استعمال المدفع الرشاش لكون الطريق كان فيه الكثير من سيارات المواطنين وهنا حينما شعر الإرهابيين من أنهم سيحاصرون بعدما اقتربوا من نقطة أخرى للتفتيش استداروا باتجاه إحدى الطرق الترابية الفرعية وهكذا استدار خلفهم الضابط بسيارته التي كانت تكاد أن تطير في الهواء وكان محمد يمسك بقبضته على المدفع الرشاش وهو مثبت على السيارة وكانت الدماء قد ملئت ظهره وهو لا يزال لا يشعر بذلك ولكنه بدء يشعر ببرودة في جسده وفي هذه اللحظات اقتربت سيارتهم من سيارة الإرهابيين فما كان من محمد إلا أن سدد مدفعه الرشاش على السيارة وأمطرها بوابل من الرصاص الذي مزقها ومزق الإرهابيين القتلة في داخلها وقد انقلبت سيارة الإرهابيين على جانب الطريق وهنا أوقف الضابط سيارته وقفز وهو شاهراً مسدسه باتجاه الإرهابيين المحشورين داخل السيارة المنقلبة فوجدهم كلهم قتلى وفي تلك الأثناء كانت سيارات الشرطة قد وصلت لمساعدتهم بعدما تم إبلاغهم بالحادث حيث نجحوا في نقل المقاتل البطل محمد إلى المستشفى وفي المستشفى بعدما أفاق محمد بعد أن أجريت له عمليه لاستخراج الرصاصة وجد إلى جانبه الضابط الذي رافقه في المطاردة والطفلة الصغيرة  التي أنقذها مع والديها وهي تحمل بيدها باقة ورد وإنها جاءت لكي تشكره على بطولته وبسالته في محاربة الإرهابيين وإنقاذ حياتها وحياة الكثير من المواطنين    ..وقالت له : إني افتخر بوجود رجال نشامى مثلك يا محمد في وطني العراق الجميل والذي سيبقى جميلاً وآمناً بوجودك وبوجود أمثالك