الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » بريد الاصدقاء

الحكمة الإلهية

  • 24 / آيار / 2015 م
  • 1983
ورد ألينا سؤال من احد أصدقاء مجلة الحسيني الصغير وهو الطفل (سلام محمد أمين والبالغ من العمر 11 سنة) ويقول ان معهم في المدرسة احد الطلاب الذين لديهم تشوه خلقي في العمود الفقري مما جعل في ظهره تحدب كبير يشوه مظهره و يتساءل عن سبب جعل الله الخلق على ألوان مختلفة فمنهم الأبيض الجميل ومنهم الأسود ومنهم القبيح ومنهم الأعمى ومنهم من يولد وهو مشلول أو مشوه فهل هذا يتوافق مع عدل الله سبحانه وتعالى يا أصدقائي الصغار ان الحكمة الإلهية تتطلب ان يظهر الله قدرته في اللطف بالعباد والقهر لهم فيقهرهم بالمرض والفقر ويلطف بهم بالصحة والجمال والغنى لكي يتبين للناس ان كل شيء هو بحول الله وقوته وانهم لا قدرة ولا قوة لهم من دون الله سبحانه وتعالى فيرجع العباد في أمورهم إلى الله اللطيف القهار .كما ان قيمة الجمال لا تظهر الا بوجود القبح وقيمة الصحة لا تظهر الا بوجود المرض ثم أن دار الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان , فيكون امتحان اهل البلوى بالصبر على البلاء فينال بصبره مقام الصابرين وهو مقام عظيم عند الله ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) سورة محمد) وكذلك ينال اهل النعم من عطاء الله بمقدار شكرهم له على ما انعم عليهم من جمال الخلقة والصحة والغنى  , ثم ان الله جلّ وعلى من عدله انه يعوض عباده عن هذه الابتلاءات فيكون تعويضهم عن الآلام والمصائب والحرمان بمقدار يساوي رضا العبد بهذا البلاء (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) سورة الإنسان)   ونذكر لكم أعزائي الصغار هذه القصة جاء ابا بصير إلى الإمام الباقر عليه السلام وكان أعمى فطلب منه ان يفتح له عن بصره بأذن الله تعالى , فمسح الإمام بيده الكريمة على عينيه فأبصر , فقال له الإمام عليه السلام : أتحب ان تكون هكذا و لك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة او تعود كما كنت و لك الجنة خالصةً . ؟ فاختار ابو بصير الصبر على العمى مع الجنة . فعاد إلى حالته الأولى  ومن هذ الحديث يتبين لنا ان الله قد عوض ما تحمله المؤمن الأعمى في هذه الدنيا , بأن يجعله في أمان من  مشقة موقف الحساب وبذلك نتبين ان الله عادل مع عباده وانه ليس بظلام للعبيد ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج )