حكاية لإحدى النباتات
أحبتي الصغار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُهُ، يسرني أن ألتقي بكم لأقص عليكم حكاية لإحدى النباتات التي ذكرت في القرآن الكريم ، وكذلك حكايات أخرى، واليوم سنتعرف على نبات وصفه
الإمام الرضا g في رواية عنه قال فيها: (إن القرع يفرح قلب الحزين)
والقرع هو اليقطين، ويسمى أيضا (الدباء)، ولمعلومات أوفر سنستمتع معاً إلى حديث شجرة
اليقطين.
شجرة اليقطين:
أهلاً بكِ يا أمونة وبأصدقائك الصغار، بداية سأحكي لكم كيف ميّزنا الباري عز وجل عن
باقي النباتات، إذ خلق الله تعالى لنا أوراقاً كبيرة وعريضة تحمي الإنسان من أشعة الشمس،
وثمارنا عديمة الرائحة، فلا تجذب إليها الحشرات، وتمتاز بسرعة النمو وهي غنية بالمعادن
والبروتينات والتي يحتاجها جسم الإنسان وتكون سهلة الهضم وتمنع العطش، وكذلك تمتاز
ثمارنا بأنها تؤكل بمجرد أن تنبت فلا حاجة إلى انتظارها حتى تنمو وتنضج، هذه الميّزات
وغيرها التي تميزنا بها جعلتنا أن نكون الغذاء والمأوى للنبي يونس على نبينا وعليه
السلام ، فبعد أن أرسله الله تعالى إلى قرية نينوى في شمال العراق لم يؤمِنْ أهلُها
به، وكذبوه فتوعدهم بالعذاب وخرج غاضباً من قريتهم دون أن يأذن الله تعالى له بالخروج.
ذهب إلى
البحر فالتقمه الحوت ودعا الله هنالك في الظلمات الثلاث ( ظلمة الليل، وظلمة البحر
العميق، وظلمة بطن الحوت)، وكان دعاؤه سبباً لنجاته فاستجاب الله تعالى لإستغاثته وأنجاه
من الغم وأنعم عليه بهذه النعم ، وَوَعدنا أنها ممكن أن تنال غيره من المؤمنين المخلصين
المداومين على الإستغفار والدعاء، فجاء في الآية المباركة (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ
مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الأنبياء/
الآية (87 - 88).
فأخرجه من بطن الحوت في منطقة
لا نبات فيها ولا ماء وهو سقيم ضعيف البدن وأنبت له سبحانه شجرة من يقطين، فأصبح عليه السلام يستظل بأوراقها ويتغذى من ثمارها
حتى إستعاد قوته، وشرفنا بالذكر في محكم كتابه الكريم بقوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ
كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) ) سورة الصافات