الفأر الطماع
كان في
أحدى المزارع يعيش فأر صغير ولكنه كان يسبب المشاكل لعائلته وفي أحد الأيام شاهد في
مخزن المزرعة قمحاً كثيراً فقال مع نفسه أنا أحب القمح وأريد أن آكل منه فجلس الفأر
يفكر كيف يصل إلى القمح من دون أن يمنعه الكلب الصغير لأن صاحب المزرعة وضع كلب لحراسة
القمح .
فقام الفأر
بعمل ثقب صغير ليخرج منه حبة واحدة من القمح ولكن بعد مرور الأيام طمع الفأر بالقمح
فقام بتوسيع الثقب حتى يأخذ أكثر من قمحة واحدة واستمر على هذا الحال إلى أن أصبحت
الفتحة كبيرة جداً وقد تبين للكلب بأن هذا الفأر سيقوم بسرقة كل القمح .
فأخذ الكلب
يلاحقه فقال الفأر سوفَ أخرج من الثقب الذي عملته فهو صغير ولا يمكن للكلب أن يخرج
منه فذهب الفأر مسرعاً للخروج من الثقب وعند خروجه تفاجأَ الفأر بخروج الكلب من الثقب
وأمسك به , فقال له الكلب اليوم سوف آكلك كما أكلت القمح فقال له الفأر أرجوك لا تعاقبني
فأجابه الكلب ولماذا ؟ فقال الفأر أنا فأرٌ صغير ومسكين وأقوم بأخذ القمح إلى عائلتي
لكي يأكلوه فقال له الكلب أنا أراقبك منذ فتره فظننت في البدء بأنك ستكتفي بحبة واحدة
أو إثنتين أو حتى ثلاثة في اليوم لكنك طمعت في القمح أنت وعائلتك وقمت بعمل هذا الثقب
الكبير لكي تأخذ أكبر كمية والآن سأعاقبك أشد العقاب وأنت من سيختار هذا العقاب , وفي
هذه الأثناء كان الأب يستمع لكلام الكلب فخاف على ولده فخرج لهم وقال للكلب أنا أشكرك
لأنك لم تقم بمعاقبة هذا الطفل الطائش فقال له الكلب وهل علمت ماذا فعل أبنك ؟ فأجابه
الأب: نعم وقد سمعت الكلام الذي دار بينك وبينه فهو قد كذب عليك وأنا لم أطلب منه أن
يحضر القمح ولكنه قد سرق وأرجو أن تسمح لي بأن أقوم أنا بمعاقبته كي لا يعيد فعلته
مرة أخرى فقال له الكلب لكنني لا أريد أن تعاقبه عقاباً شديداً فأنا كنت أريد أخافته
لكي لا يعيد الخطأ مرة ثانية فقال الأب للفأر الصغير ستكون عقوبته إرجاع كل حبات القمح
التي سرقها وتقوم بسد هذا الثقب فقال له الكلب أنا ليس لدي مانع بالنسبة لسد الثقب
ولكن القمح فهو ملكٌ لكَ فقال الأب لا نستطيع أن نأكل أكل الحرام فأجابه الكلب هل سمعت
ما قاله أبوك؟ لماذا تضع عائلتك في موقف محرج؟ فقال الفأر الصغير أنا أعتذر يا أبي
وأعدكم بأنني لا أقوم بالسرقة مرة ثانية وسأقوم بإرجاع كل حبات القمح التي سرقتها.
وقد قرر
الفأر الصغير الابتعاد عن السرقة أنَّ السرقة
حرام وهذه الأمور قد عَرَّضَت والدَيْهِ إلى الإحراج، وأن الطعام المسروق دون علم صاحبه
يعدّ حراما .