الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

واقعة صفين

  • 18/ اب/ 2015 م
  • 3566
  العمة هدى : لما قدم الإمام على (عليه السلام) من البصرة الى الكوفة في شهر رجب سنة ست وثلاثين للهجرة من بعد إنتهاء معركة الجمل التي إنتصر بها على الناكثين بقيادة طلحة والزبير اللذين نكثا بيعتهما له عليه السلام وكانوا قد أخرجوا معهم السيدة (عائشة)أم المؤمنين وكانوا يقومون بتحريض المسلمين على نكث البيعة أيضا , ومن يرفض يقتلوه وقد نصبا الحرب للإمام . العمة هدى : وقبل تولي الإمام علي (عليه السلام) الخلافة كان معاوية قد عينه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان خليفة على الشام فأرسل الإمام كتاباً إليه بيد شخص من الكوفة يدعى (جرير بن عبد الله) يدعوه ليدخل فيما دخل فيه المسلمون من بيعة ويعلمه بأن الإمام لا يرضى به أميرا , وان العامة لا ترضى به خليفة على الشام . فاطمة : لماذا لم يرضَ الإمام (عليه السلام) ان يبقى معاوية خليفة على الشام ياعمة ؟ . العمة هدى : لأن معاوية لا يحلل حلال الله ولا يحرم حرام الله ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر  ويسعى إلى شق عصا المسلمين , وإنه وأبوه قد دخلا الاسلام كارهين مُكرَهين . العمة هدى : فانطلق (جرير بن عبد الله ) إلى معاوية , واعلمه بأن أهل مكة والمدينة وأهل البصرة والكوفة , وأهل الحجاز , وأهل اليمن , وأهل مصر , وأهل البحرين واليمامة قد بايعوا الإمام علي (عليه السلام) , ولم يبقَ إلا أنت وأهل الشام وقد أتيتك أدعوك الى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل , وسَلّمه كتاب الإمام علي (عليه السلام) المتضمن طلب مبايعة معاوية للإمام . رقية : وهل وافق معاوية على مبايعة الإمام علي (عليه السلام) يا عمة؟ العمة هدى: جمع معاوية أهل الشام وصعد المنبر وخطب فيهم، ومما قال في خطبته بأنه يطلب بدم قاتل عثمان بن عفان ويطلب منهم أن يبايعوه على ذلك، فبايعوه وعاهدوه على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم ليثأروا من قتلة عثمان. وبعدها رفض معاوية البيعة وإختار الحرب وتوجه معه أهل الشام إلى صفين . العمة هدى: فتوجه الإمام علي (عليه السلام) ومعه الناس في اليوم الخامس من شهر شوال سنة ست وثلاثين للهجرة من (النخيلة) نحو صفين. زهراء: ما حكاية منع الماء عن أصحاب الإمام علي (عليه السلام) يا عمة؟ العمة هدى: كان جيش معاوية قد وصل إلى موقع الماء قرب صفين قبل وصول جيش الإمام علي (عليه السلام) وحالوا بينه وبين الماء ومنعوهم من شربه، فبقي أصحاب الإمام علي (عليه السلام) يوما وليلة بلا ماء، ثم إشتد القتال بين الجيشين فصار موقع الماء بأيدي جيش الإمام علي (عليه السلام) ولكنه لم يمنع الماء عن جيش معاوية. نور الهدى: أخبرتني والدتي أن من جملة أحداث معركة صفين أن الإمام علي (عليه السلام) أرسل إلى معاوية ودعاه إلى المبارزة، فأي قتل صاحبه كان الأمر له وبذلك يتم تجنب سقوط القتلى من الجيشين، فرفض معاوية المبارزة. العمة هدى: ما ذكرتيه صحيح يا عزيزتي. العمة هدى: إستمر القتال بين الجيشين، وكان الأشتر (رضي الله عنه) قد تقدم بجيش الإمام علي (عليه السلام) وإشتد القتال وظهرت دلالات الفتح والنصر لأهل العراق لجيش الإمام وكان الأشتر قد اشرف على معسكر معاوية ليدخله، فبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن العاص وطلب منه أن يفكر في وضع حل لتجنب هزيمة جيشه فأشار عليه برفع المصاحف والدعوة
الى حكم كتاب الله، فأختلف أصحاب الإمام علي (عليه السلام) في الرأي فطائفة قالت نستمر بالقتال، وطائفة قالت المحاكمة الى كتاب الله، ولا يحل لنا الحرب وقد دُعينا إلى حكم الكتاب، ووقعت الفتنة بين صفوف جيش الإمام علي (عليه السلام) فعند ذلك بطلت الحرب ووضعت أوزارها، وتم اختيار حكميَن أحدهما من اصحاب الإمام (عليه السلام) والآخر من أصحاب معاوية وأختار معاوية (عمر بن العاص)
وأما أصحاب الإمام (عليه السلام) فقد قال الأشعث بن قيس والقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد إنا قد رضينا وإخترنا أبا موسى الأشعري فقال لهم الإمام (عليه السلام) إني لا أرضى بابي موسى، فقال الأشعث وزيد بن حصين وغيرهم إنا لا نرضى إلاّ به، فقال الإمام: فإنه ليس لي برضا، ولكن هذا عبدالله بن عباس أولّيه ذلك فرفضوا فقال الإمام: فأني أجعل الأشتر فرفضوا ايضا، فقال الإمام قد ابيتم إلا أبا موسى؟ قالوا: نعم، قال: فاصنعوا ما اردتم. العمة هدى: إلتقى الحكمان عمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري وإتفقا على أن يقوما بخلع الإمام علي (عليه السلام)وخلع معاوية أيضا، ثم يجعلوا الأمر شورى بين المسلمين ويختارون لأنفسهم من شاءوا ومن أحبوا، وقال عمرو لأبي موسى الأشعري أنت أكبر مني سناً فتكلم ثم أنا أتكلم، فدعاه عبد الله بن عباس فقال ويحك أني لأظنه قد خدعك فإن كنتما قد اتفقتما على امر فقدمه قبلك فأن عمراً رجل غدار فقال أبو موسى إنا قد اتفقنا، فتقدم أبي موسى وقال بما إتفقا عليه,و قام عمرو بن العاص فقال إن هذا قد خلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأُثبت صاحبي معاوية في الخلافة.