الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » بريد الاصدقاء

سؤال عن حقوق الجار

  • 24 / آيار / 2015 م
  • 2426
  ورد إلينا سؤال من الصديق مصطفى علي  من مدينة المسيّب ويبلغ من العمر 12 سنة  يسأل فيه عن حقوق الجار وهو يقول أن لهم جار يؤذيهم حيث يضع مولدته الخاصة بشكل ملاصق لبيتهم وأنهم لا يستطيعون النوم بسبب صوتها المرتفع جداً وخاصة في الليل أصدقائي الأعزاء حينما نبحث في كتاب الله العزيز فإننا نجد قوله تعالى في الآية (36) من سورة النساء {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } . ومن هذه الآية الكريمة  نكتشف حقيقة في غاية الأهمية ، وهي  أنّ الله تعالى جعل حقّ الجّار متساوياً مع حقّ عبادته ومع حق الوالدين وذي القربى والمساكين وهذا يدل على أهمية حق الجِوار في الإسلام , وقد جاء في رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام  ( وحقّ جارك فحفظه غائباً، وإكرامه شاهداً ، ونصرته إذا كان مظلوماً ، ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه ، وإن علمت أنّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا تسلمه عند شدائده ، وتقيل عثرته، وتغفر ذنبه ، وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا تدّخر حلمك عنه إذا جهل عليك ، ولا تخرج أن تكون سلماً له، ترد عنه لسان الشتيمة ، وتبطل فيه كيد حامل النميمة . ولا حول ولا قوة إلاّ بالله )  وإليكم هذه القصة المعبرة عن حقوق الجار حيث كان الإمام السجاد عليه السلام ، حريصاً على أداء حقوق الآخرين ، وان كانوا من أعدائه فقد جاء في رواية  : إنّ هشام بن إسماعيل المخزومي كان والياً على المدينة لعبد الملك بن مروان ، وقد كان يسيء للإمام ، فلما مات عبد الملك ، عزله الوليد بن عبد الملك ، وأوقفه للناس ؛ لكي يقتصوا منه ، فقال : والله إني لا أخاف إلاّ علي بن الحسين (عليه السلام) لأنه كان كثير الإساءة للإمام وكما ذكرنا ذلك سابقاً ، فمر عليه الإمام ، وسلم عليه ، وأمر شيعته أن لا يتعرض له أحد بسوء ، وأرسل له (إن كان أعجزك مال تؤخذ به ، فعندنا ما يسعك ، ويسد حاجتك ، فطب نفساً منّا ، ومن كل من يطيعنا) أي أن الإمام يريد أن يقول له إذا كانت هذه العقوبة بسبب المال فأننا سندفع عنك هذا المال إكراماً لجوارك لنا رغم أن هشام كان يسيء للإمام عليه السلام , فقال له هشام بن إسماعيل : إنكم حقاً أهلاً لرسالة لحمل رسالة السماء . لذلك يا أصدقائي عليكم بحسن الجوار وان اختلفتم مع جيرانكم في أمر فعليكم بالعمل وفق وصايا أئمة الهدى عليهم السلام بالتعامل معهم بالكلمة الطيبة والنصيحة ولا تنسوا أن من أعظم درجات حسن الجوار هو الصبر على أذى الجار السيئ