الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

دبدوب الذكي

  • 3405
 استيقظ دبدوب على يد ناعمة تربت على كتفه الصغير وصوت حنون لا يمل من سماعه أبدا إنه صوت والدته الحنون  , والدة دبدوب : استيقظ يا دبدوب لقد اشرقت الشمس وحل الصباح يا صغيري , نهض دبدوب ورتب فراشه بعناية ثم غسل وجهه وفرش أسنانه واتجه ليتناول فطوره فبدأ باسم الله عز وجل ولما احس بالشبع انهى طعامه بالحمد لله تعالى والشكر لنعمته , ثم سأل والدته : لقد تأخر ابي هذه المرة في رحلة صيده ولم نعتَد على فترة غيابه الطويلة هذه وسينفذ ما لدينا من مخزون الطعام يا أماه هل تسمحين لي بالذهاب والبحث عن أبي رغم إني يعز عليّ أن أتركك لوحدكِ ؟ أجابته والدته :اني خائفة عليك من صائدي الحيوانات ومن الفخاخ التي يضعونها في الطريق وكذلك من باقي الحيوانات المفترسة وإني متأكدة من أنك صغير في حجمك ولكن كبير في عزيمتك وإرادتك ،فرح بكلامها الذي زاد من ثقته بنفسه .  بعدها جهز نفسه ووضع في حقيبته بعض الطعام وحبلا سميكا وودع أمه ووعدها بأنه لا يرجع إلا ومعه أبوه ، بقي دبدوب يسير في الغابة باحثا عن والده وعندما تنذره معدته بالجوع يجلس ليتناول طعامه ثم ينهض ليعاود مسيره وهو يصرخ باسم والده وينادي عليه ابتاه ابتاه على أمل أن يسمع صوته وبقي يمشي في الغابة إلى أن وصل إلى بحيرة صغيرة   انتشرت حولها أشجار الصنوبر وكذلك الزهور الارجوانية التي نشرت رحيقها في كل مكان ، جلس دبدوب على حافة البحيرة وراح يداعب الماء بيديه , قفز من أمامه ضفدع صغير ينظر اليه بعينيه الواسعتين وبدأت العصافير والطيور تلحن وتعزف أجمل الأصوات , شعر دبدوب بالراحة وتمنى أن يكون معه والداه ليشاركاه هذه اللحظات الجميلة .   سأله الضفدع ما الذي تفعله وحدك في هذه الغابة الشاسعة؟ , فرد عليه دبدوب : إني أبحث عن أبي , فرد عليه : منذ عدة أيام مر من هنا دب كبير واتجه نحو الجبل اذهب اليه لعلك تجد والدك هناك ولكن توخ الحذر يا صديقي ,فأجابه    دبدوب : سأحترس وشكرا لك، أتجه دبدوب صوب الجبل وهو يسير بخطوات سريعة وكله عزم وإرادة ، بقي يمشي إلى ان لاحظ آثار أقدام بشرية وكذلك آثار عربات خشبية قال في نفسه سأحذو خلف هذه الآثار عليّ أن أجد أبي ، فمن المحتمل أن يكون قد اصطيد على يد أحد صائدي الدببة ، وأخيرا وجد ذلك الجبل الذي حدثه عنه الضفدع الصغير ورأى أمامه كهفا مظلما توجه نحوه ولكن سرعان ما غير اتجاهه وأختبأ خلف الصخور لرؤيته اثنين من صائدي الحيوانات ، بقي في مكانه يراقب هذين الصيادين وهما يتناولان الطعام وكان يفكر بوسيلة للتخلص منهما وإنقاذ الحيوانات الموجودة داخل الأقفاص ، بقي دبدوب خلف تلك الصخور داعيا الله بأن ينجيه ويعينه على هذه المهمة . وبعد مرور الوقت غلب النعاس على الصيادين فاقترب منهما ببطء واستخدم الحبل لربط أرجلهما ببعض ثم أخذ مفاتيح الأقفاص الحديدية واتجه نحوها وأخرج جميع الحيوانات ومن ضمنهم والده، ارتمى دبدوب بحضن والده واخذ يقبله , خرج دبدوب مع والده وباقي الحيوانات ورجع دبدوب إلى والدته ومع والده، فقالت له والدته: أنت فعلا فتى شجاع ويعتمد عليك شكرا لله الذي رزقني بك .