الموقع الرسمي لقسم رعاية وتنمية الطفولة الحسينية




الرئيسية » القصص

أمونة واصدقاؤها( الطيران عند الطيور)

  • 3232
تعرفت أمونة على عصفورة صغيرة حـُبست داخل القفص، وأصبحت تأنس بوجود أمونة معها بعد أن تعرفت عليها، وبدأت تحدثها عن عجائب خلق الله في الطيور... فلنتابع معاً عظمة الخالق في تلك المخلوقات. أمونة : السلام عليكِ يا عصفورتي العزيزة ... أحضرت لكِ ماءً وشيئاً من الحبوب وشرائح من الفواكه لتتناوليها قبل أن تكملي حديثكِ لنا عن عالم الطيور. العصفورة الحزينة : أهلاً بكِ يا أمونة .. شكراً لكِ على ما تقومي به لأجلي فهذا يخفف من ألم الشعور بالوحدة داخل القفص وأصبحت انتظر مجيئك بشوق... كي أحدثكِ أكثر عن اخوتي الطيور... فكما تحدثتُ سابقاً أن الطيور تمتاز بصفة الطيران ما خلا بعض الأنواع القليلة التي لا تستطيع أن تطير، وخاصية الطيران وهبها الخالق لنا نحن الطيور كنوع من الدفاع عن النفس فنحلق عالياً عند وجود خطر على حياتنا، وسخر لنا ما يسهل الطيران من وجود الأجنحة وشكل الجسم الانسيابي وكفاءة الأجهزة الداخلية لأجسامنا التي تعيننا على الطيران، فالبعض من أنواع الطيور تستطيع التحليق عالياً والبعض الآخر يقتصر طيرانه على الرفرفة. أمونة : بماذا تختلف الطيور المحلقة عن الطيور المرفرفة ؟ العصفورة الحزينة : الطيران يعتمد على انبساط الأجنحة وانقباضها وتكون هذه العملية بطيئة عند الطيور المحلقة التي تـُبقي أجنحتها في حالة انبساط لفترة أكثر من الطيور المرفرفة،  وكذلك فإن الطيور المحلقة تمتاز بأجسامها الكبيرة وأجنحتها العريضة والطويلة التي تساعدها على قطع مسافات طويلة جداً خاصة في موسم الهجرة، وهذا يعني أن القدرة على التحليق تتناسب طردياً مع حجم الجسم فكلما كان الطائر كبيراً كان محلقاً بارعاً، مثل النسر الذي يحرك جناحه مرة واحدة في الثانية.   أما الرفرفة فتكون للطيور الصغيرة فالعصافير تحرك جناحها (ثلاثين مرة في الثانية)، وهناك طائر يسمى الطنان يحرك جناحه (مائة مرة في الثانية) لأنه أصغر أنواع الطيور، فرفرفته تكون سريعة جداً، وذكرت صفة انبساط وانقباض الأجنحة عند الطيران  بقوله تعالى في محكم كتابه الكريم (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الملك  (19) فمعنى كلمة صافات هو الانبساط . أمونة : حسناً يا عصفورتي الجميلة أخبريني الآن أي الطيور لا تستطيع الطيران ولماذا ؟ العصفورة الحزينة : هناك طيور بسبب حجمها الكبير لا تطير مثل طائر النعام الذي يصل وزنه إلى (150) كغ تقريباً وله جناحان إلا انهما لا يعينانه على الطيران لضعفهما فلا يتحملان الوزن الثقيل للنعام، إلا أن الباري عز وجل جعلها من أسرع الطيور في العدو (الركض أو الجري) فكانت ساقاها طويلة تستطيع بها الجري لمسافة بعيدة تمكنها الهرب من أعدائِها.    أما البطريق فله جناحان أيضاً إلا أنه لا يستطيع الطيران لصغر حجم جناحيه مقارنة بجسمه الكبير، فجناح البطريق صغير جداً وكذلك الحال فإن عظمة الخالق تجلت في أن وهب البطريق صفة بديلة للطيران بأن جعل أجنحته الصغيرة كالزعانف في الأسماك يستطيع عند تحريكها أن يسبح في الماء، فأصبح البطريق من الطيور الماهرة في السباحة.    أما الديك والدجاجة فأيضاً هما من الطيور التي لا تستطيع الطيران لأكثر من مترين لعدم تناسب حجم الجسم مع قوة الجناح. أمونة : شكراً لكِ عصفورتي على ما أوضحتهِ لي عن كيفية الطيران..أتمنى لو لم تكوني داخل القفص لأراك كيف ترفرفين بجناحيكِ وتطيرين بفرح وسعادة...سأودعكِ يا عصفورتي على أن نلتقي مجدداً ... فإلى اللقاء.